على صفحة المصدر اونلاين ليوم الاربعاء 29 فبراير 2012م كتب سالم علي الشنقبي موضوعا بعنوان هل تسيطر اميركا على جزيرة سقطره؟ قدم الكاتب في موضوعه مبررات تمنع اميركا من دخول سقطرى وهي:
1- احتياجها الى موافقة السلطات اليمنية المشكلة من توليفة لايمكن ان تتفق على منح سقطرى للاميركان, خاصة وان المرحلة الحالية هي مرحلة اضطراب سياسي وامني. فلا يمكن لاميركا ان تحرج النظام اليمني الهش وهي الساعية الى استقرار اليمن لضمان تعاونه في الحرب على الارهاب والقاعدة وليس احتلال الاراضي اليمنية. كما ان النظام اليمني الحالي نصفه من مكونات الثورة وهو غير النظام السابق الذي يعتمد السرية في تمرير الاتفاقيات, ولو فعل ذلك سيتسبب في ثورة في سقطرى لاستعادة الدولة المستقلة التي كانت الى قبل ثورة اكتوبر مستقرة الاوضاع تتشارك بحدودها مع عمان والسعودية.
2- اميركا ليست بحاجة الى تواجد على اليابسة في الاراضي اليمنية والجزر التابعة لها في بحر العرب لانها تملك قواعد عائمة, وبناء قاعدة في سقطرى سيكلفها مبالغ كبيرة لبناء مطارات وميناء وتكنولوجيا, وتحتاج الى سنوات لاقامتها وهي تمر حاليا بظروف اقتصادية غير مريحة.
3- التحكم بهذه المنطقة يعني التحكم بالعالم خلال الخمسين سنة القادمة, والاستيلاء عليه من قبل اميركا سوف يتسبب في ردة فعل روسيا والصين وقد يشعل خلاف داخل المعسكر الغربي نفسه, كما لايمكن ان تسمح منظمات البيئة بانشاء قواعد عسكرية على سقطرى لانها من التراث البيئي العالمي.
هذه المبررات غير واقعية وواهية وملفقة وتتناقض مع بعضها لان السؤال هو هل تسيطر وليس هل ترغب اميركا في السيطرة على جزيرة سقطرى. والواقع يقول بانها تسيطر فعليا وفقا لاتفاقيات سرية مع النظام السابق الذي قال عنه الكاتب بانه يعتمد السرية لتمرير الاتفاقيات. كما ان الواقع يظهر بوضوح ان من يدير النظام الحالي في اليمن هي اميركا وحلفائها, حيث لا ينفك السفير الاميركي في اليمن عن اطلاق التصريحات في كل امور السيادة الوطنية اليمنية والتحذيرات والتهديدات لمن يخالفه دون اعتراض من احد. كما ان فرنسا تكفلت باعداد دستور يمني جديد وكان اليمن فاقد للاهلية ومنزوع السيادة او تحت الوصاية.
لو بحثنا في السنوات السابقة حول جزيرة سقطرى لوجدنا ان الرئيس السابق افتتح مشروع مطار دولي ضخم في الجزيرة باحدث تكنولوجيا دون اية صور للمطار, على ان تعطى الجزيرة استقلالية في استيراد النفط ومشتقاته بعيدا عن اشراف مؤسسات الدولة اليمنية. الا يدعو ذلك للاستغراب مطار دولي يتجاوز في مواصفاته مطار العاصمة صنعاء, في جزيرة قليلة السكان ومضطربة الاحوال الجوية والبحرية اغلب اشهر السنة. اضافة الى ذلك سنجد في بحثنا مفاجئات ذات دلالة لاحقة لتاريخ افتتاح ذلك المطار وهي سقوط طائرات بدون طيار في ارض الجزيرة يتبعه استنفار لاخذ بقايا تلك الطائرات.
ترافق مع انطلاقة الثورة الشبابية السلمية بداية العام الماضي في اليمن اعلان بريطانيا واميركا عن ارسال بوارج حربية الى المياه الاقليمية اليمنية دون تحديد موقعها بالضبط, وكان اخرها ارسال اميركا لاكبر قاعدة عائمة لها الى المنطقة, وهو مؤشر عن وجود جنود لتلك الدول على الارض اليمنية وهي جاهزة لاجلائهم سريعا اذا تازمت الامور في اليمن.
يقول الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقال نشرته صحيفة المصدر تحت عنوان إشكاليات من واقع ثورة الفرصة الأخيرة:
ان الخيار السلمي، كان يعني فيما يعنيه السير في طريق التسوية السياسية التي ستنجز عملية التغيير والتحول. ولا بد هنا من قراءة مصاحبة لهذا الخيار للواقع الموضوعي المحيط بالعملية الثورية باستعراض موجز لعدد من العوامل ذات القيمة الخاصة المؤثرة في هذا الواقع.
العامل التاسع: يتمثل في أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد بنت علاقتها مع نظام صالح على عنصر حيوي بالنسبة لها وهو مكافحة الإرهاب، وأنشأت لهذا الغرض أجهزة بإمكانيات وتجهيزات كبيرة ومهمة وحيوية حديثة تجاوزت في نشاطها اليمن إلى محيط أوسع, حيث أصبح من أولوياتها الحفاظ عليها كي لا تؤول إلى أيدٍ غير «مضمونة «.. لقد كانت هذه المسألة تؤرق الولايات المتحدة كثيرا، حتى بعد أن اكتشفت حقيقة أن نظام صالح لم يكن شريكا صادقا وموثوقا في مكافحة الإرهاب. وقامت استراتيجيتها في التعاطي مع الثورة على عنصرين: الأول وهو الاقتناع الكامل بأن صالح لم يعد صالحا للحكم وأن التغيير ونقل السلطة أصبح ضرورة ملحة لاستقرار ونهوض اليمن، أما العنصر الثاني فيتمثل بأسلوب التغيير حيث رأت في المبادرة الخليجية الطريقة المثلى للسير في عملية التغيير. وعلى هذا الطريق سارت دول الاتحاد الأوروبي.
في الاخير نلفت عناية الكاتب سالم الى ان جزيرة سقطرى تقع في المحيط الهندي, فكيف يمكن لها ان تتشارك بحدودها مع السعودية وعمان, وعبر التاريخ الانساني لم تكن جزيرة سقطرى دولة مستقلة مستقرة الاوضاع.
الرئيسية 
قران كريم 
مركز رفع الصور 
مدونة القباطي 
