الدار البيضاء- خديجة الفتحي
شيعت مؤخرا جنازة الفنانة المغربية القديرة حبيبة المذكوري بمدينة الرباط بمشاركة وزير الثقافة والعديد من الفنانين والمثقفين والمعجبين، وتعد المذكوري من النساء المغربيات الأوائل اللواتي اقتحمن عالم التمثيل في زمن لم يعتد فيه المجتمع على تقبل الأدوار النسائية على خشبة المسرح، لتدشن رحلة فنية حافلة بالأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية امتدت لأكثر من 57 سنة.
وقال المخرج عبد الله المصباحي في تصريح لـ "العربية نت": إن حبيبة المذكوري عشقت التمثيل ولم تسع قط إلى كسب المال والشهرة، بقدر ما كان هاجسها الأكبر تقديم أعمال فنية ترقى إلى تطلعات المشاهد، وتقديم صورة مشرفة للفن المغربي في كل أرجاء الوطن العربي".
وأضاف: الراحلة بدأت مسارها الفني من المسرح، وأبدعت في الإذاعة، التي ولجتها عام 1952، من خلال تقديم برامج إذاعية شهيرة، وتألقت في أعمال سينمائية وتلفزيونية كثيرة، إلى جانب ممثلين مغاربة من مختلف الأجيال، ونجوم عرب من مصر ولبنان وسوريا، وأجانب من فرنسا، وأمريكا، وبريطانيا، في أعمال عربية وعالمية شهيرة".
وأوضح المصباحي، أن حبيبة المذكوري عملت معه في العديد من أعماله السينمائية، مثل فيلم "غذا لن تتبدل الأرض"، بمشاركة أحمد الطيب لعلج، وعزيز موهوب، وبديعة ريان، والهاشمي بنعمر من المغرب، والمطرب إحسان صادق، وسميرة البارودي، وميشيل ثابت من لبنان، والنجم الراحل يحيى شاهين من مصر، كما شاركت معه فيلم "أفغانستان لماذا؟" رفقة نجوم عالميين وعرب كبار أمثال الراحلة سعاد حسني، وعبد الله غيث، والممثلة العالمية إيرين باباس، والنجم جوليانو جيما.
وأشارإلى أن المذكوري، ساهمت بشكل كبير في ولوج المرأة المغربية إلى جميع الميادين الفنية والثقافية والسياسية، في وقت كانت تسود فيه العقلية الرجولية. كما كانت مثالا للمرأة الخلوقة والقنوعة، إذ منذ انطلاق مسيرتها الفنية، لم تبد يوما اهتماما بالماديات، بقدر ما كانت تكرس موهبتها الفنية لخدمة الفن والرقي به.
من جهته، أكد الإعلامي عبد الله شقرون أن الراحلة "أبدعت وأمتعت في ظروف صعبة، وفي مرحلة كان فيها المغرب يناضل من أجل الانعتاق والتحرر من قبضة الاستعمار".
وأردف:" الفنانة الراحلة ساهمت من خلال المسرح بشكل كبير في الانعتاق من الجمود والتخلف، اللذين كان المستعمر يسعى إلى تكريسهما في المغرب... إنها من الفنانات اللواتي مهدن الطريق للمرأة المغربية لولوج كافة الميادين، وقدمن الغالي والنفيس في سبيل تطوير الفن في المغرب والرقي به إلى أعلى المستويات".